العدوّ خطّط لمواجهة دعوة الإمام الخميني للوحدة بين المسلمين وأدرك أهميّتها
في ذلك اليوم الذي أعلن فيه إمامنا العظيم «أسبوع الوحدة الإسلامية»، ودعا جميع الفرق والمذاهب الإسلامية إلى توحيد توجّهاتها وميولها العامة والسياسية والاجتماعية، لم يستطع كثيرون ممّن عناهم هذا الخطاب أن يدركوا المدى لأهمية هذا النداء، ولا سيما مسؤولي عدد من الدّول الإسلامية، إذ لم يفهموا حجم الأهمية التي ينطوي عليها النداء. بل إن كثيرين منهم أظهروا العناد، وتجاهلوا هذا النّداء لأغراض في أنفسهم. واليوم نحن ندرك كم كان هذا النداء مهمّاً. عندما يرى الإنسان هذه الأحداث اليوم، وهذه الاختلافات الكثيرة بين الدول الإسلامية، وهذه الأحداث المريعة في بعض دول المنطقة، في سوريا والعراق وليبيا واليمن وأفغانستان، يدرك كم أنّ الحاجة إلى اتّحاد المسلمين مهمّة، وكم أنّ وحدة الأمة الإسلامية ذات قيمة، تلك التي طرحها الإمام الرّاحل ودعا إليها، ولو أنها تحققت، ما حدثت كثير من هذه القضايا.
في الواقع إنّ ما نشهده اليوم في العالم الإسلامي، ولا سيما في هذا الجزء منه، أي منطقتنا، مؤلم للغاية؛ لقد همّشوا القضية الفلسطينية وحرّكوا مسار التّطبيع الخائن والمذلّ مع الصّهاينة. هذا كله ناتج عن غياب الوحدة في العالم الإسلامي، فبسبب هذا التّنافس والدّوافع الفاسدة وغير السليمة لدى بعضهم جاء الإقدام على هذا العمل القبيح وتضييع حقوق الشّعب الفلسطيني.
لكن القضية الفلسطينية لن تنتهي، وهؤلاء لن يستطيعوا، وهم أصغر من أن يستطيعوا، تصفية القضية الفلسطينية. إنّ هذه القضية ستستمرّ، وستعود فلسطين إلى الفلسطينيّين، وهذا الكيان الصهيوني المُختلق هو من سيزول. هذا مما لا شك فيه، وكل ما يفعله هؤلاء هو مجرّد زرع للعراقيل أمام ذلك، ومنها موضوع التّطبيع مع هذا الكيان الغاصب القاتل المجرم. هذه حقيقة الكيان الصهيوني: غصب أرض فلسطين وقتل شعبها. فكم قتل هؤلاء الصهاينة من أبناء الشعب الفلسطيني وكم ارتكبوا من جرائم! هم فرحون بعملهم هذا (التّطبيع) ويختلقون لأنفسهم مبرّرات تُضحك الثّكلى.
أريد أن أقول: من المؤسف أن كثيراً من الدول الإسلامية لم تدرك مدى الأهمية للطرح الذي قدّمه الإمام الراحل آنذاك، لكنّ العدو أدرك ذلك جيداً وأدرك أهمية هذه الدعوة التي وجّهها الإمام الرّاحل لوحدة المذاهب الإسلامية على أساس التوجهات الكليّة – مع احتفاظ كل منها بعقائده ومناسكه الخاصة – وكم ستحدّ من نفوذه داخل البلدان الإسلامية. لهذا، بدأ التخطيط ضد هذا المسار وهذه الحركة.
~الإمام الخامنئي٣/١١/٢٠٢٠
دافعوا عن المسلمين الرازحين تحت وطأة الظلم
تقع على عاتق رؤساء البلدان الإسلامية والنخب السياسية والدينية والثقافية في العالم الإسلامي مسؤوليات جسيمة: مسؤولية إرساء الوحدة وتحذير الجميع من الخلافات القومية والدينية؛ ومسؤولية توعية الشعوب حيال أساليب العداء وخيانة الصهيونيّة والاستكبار؛ ومسؤولية تجهيز الجميع من أجل التصدّي للعدوّ في مختلف ساحات الحرب الصّلبة والناعمة؛ ومسؤولية الإيقاف الفوري للأحداث الكارثيّة في الدول الإسلامية التي نشهد اليوم نماذج مريرة لها في أحداث كاليمن، وفي كل العالم والتي تصيبنا بالحزن وتثير اعتراضنا؛ ومسؤولية الدفاغ الحاسم عن الأقليات المسلمة المظلومة، مثل مظلومي بورما وغيرهم؛ وأهمّ من كلّ هذا مسؤولية الدفاع عن فلسطين والتعاون دون قيد أو شرط مع شعبٍ يكافح لأجل بلاده التي اغتصبت منذ حوالي السبعين سنة. هذه مسؤوليات مهمة ملقاة على عاتقنا جميعاً. على الشعوب أن تطالب حكوماتها وعلى النّخب أن تعمل من أجل تحققها بنية خالصة وعزيمة راسخة.
~الإمام الخامنئي ٣١/٨/٢٠١٧
الوحدة الإسلاميّة سبيل حلّ محن العالم الإسلاميّ الكُبرى
أيها الأخوة الأعزاء أيتها الأخوات العزيزات إن العالم الإسلامي اليوم يمرّ بمحن كبرى، وسبيل حلّ هذه المحن هو الاتحاد الإسلامي. الوحدة هي التآزر ومساعدة البعض للبعض وتجاوز الاختلافات المذهبية والفكرية. نظرة أجهزة الاستكبار والاستعمار للعالم الإسلامي اليوم هي أن تحاول إبعاد العالم الإسلامي عن وحدته أكثر فأكثر، فالوحدة تهديد وخطر بالنسبة لهم. مليار ونصف المليار مسلم، كل هذه البلدان الإسلامية بكل هذه المصادر وكل هذه الطاقات البشرية الهائلة إذا اتحدت وتحركت بوحدة نحو الأهداف الإسلامية فلن يستطيع الأقوياء مواصلة القرع على طبول قوتهم، ولن تعود أمريكا قادرة على فرض إرادتها على البلدان والحكومات والشعوب. ولن تعود الشبكة الصهيونية الخبيثة قادرة على الإمساك بالحكومات والقوى المختلفة في قبضة اقتدارها، وتوجيهها لصالح دربها وشؤونها. هكذا سيكون الحال إذا اتحد المسلمون. إذا اتحد المسلمون فلن يكون وضع فلسطين على ما نشاهده اليوم. إن وضع فلسطين اليوم وضع صعب، فالشعب الفلسطيني يتعرض في غزة بشكل وفي الضفة الغربية بشكل لضغوط يومية شديدة. يريدون إبعاد قضية فلسطين عن الأذهان وإنسائها. منطقة غرب آسيا - والتي تضمّ بلداننا هذه - وهي منطقة حساسة واستراتيجية للغاية سواء من الناحية الجغرافية أو من حيث المصادر الطبيعية أو من حيث المعابر البحرية، إنها منطقة حساسة، يريدون أن يشغلوا هذه المنطقة بنفسها، وأن يقف المسلمون في وجه المسلمين، والعرب ضد العرب، فيستهدفوا بعضهم البعض ويقضي بعضهم على بعض.
يريدون لجيوش البلدان الإسلامية، وخصوصاً جيوش البلدان المجاورة للصهاينة أن تؤول إلى الضعف يوماً بعد يوم. هذا هو هدفهم. هناك اليوم إرادتان متعارضتان في هذه المنطقة. إحداهما إرادة الوحدة والثانية إرادة التفرقة. إرادة الوحدة هي ما يريده المؤمنون، فهتاف الاتحاد واجتماع المسلمين يرتفع من الحناجر المخلصة ويدعو المسلمين إلى التركيز على القواسم المشتركة بينهم. إذا كان هذا وتحققت هذه الوحدة فسوف لن يكون وضع المسلمين اليوم هذا الذي نشاهده على هذا الشكل، وسوف يكتسب المسلمون العزة. لاحظوا اليوم أن هناك تقتيلاً للمسلمين من أقصى شرق آسيا في ميانمار إلى غرب أفريقيا في نيجيريا وما شابه. في كل مكان يقتل المسلمون سوية على أيدي البوذيين، ويقتلون في مكان ما على أيدي بوكوحرام وداعش وما شاكل. وهناك البعض يصبّون الزيت على هذه النيران، والشيعة البريطانيون مثل السنة الأمريكيين، كلاهما شفرتا مقصّ واحد يحاولون أن يوقعوا بين المسلمين. هذه هي رسالة إرادة التفرقة، وهي إرادة شيطانية. أما رسالة الوحدة فهي أن يتجاوز المسلمون هذه الاختلافات ويتحدوا ويتعايشوا ويعملوا سوية.
~الإمام الخامنئي ١٧/١٢/٢٠١٦
النّبيّ محمّد (ص) يمثّل نقطة محوريّة لاتحاد أبناء الأمّة الإسلاميّة
العالم الإسلامي اليوم جريح. وقلب الإنسان يذوب ألماً لأجل الشعب الفلسطيني. وقلب الإنسان يذوب ألماً لأجل الشعب العراقي. وقلب الإنسان يحترق ألماً لأجل معاناة الشعب الأفغاني. فهؤلاء يعيشون تحت الضغوط، تحت ضغوط الأعداء الأساسيين للامة الإسلامية.
إنَّ من يمارسون الضغوط اليوم على الفلسطينيين في ما يخص القضية الفلسطينية، والذين يسحقون الشعب العراقي في ما يخص قضية العراق، هؤلاء لا يعادون الشعب العراقي أو الشعب الفلسطيني على وجه الخصوص، وإنّما عداؤهم للامّة الإسلامية. وهم يقومون بهذه الأفعال والممارسات حيثما تصل أيديهم في أي مكان آخر. ولا فرق لديهم بين سنّي، وشيعي، وعربي، وأعجمي. هذا هو حبّ التسلّط. إنّ النشوة بالتسلط وعدم الاكتراث سوى للأهداف المادية والشهوية وأطماع الشركات التي تجني الأرباح الخيالية، تعود بمثل هذه النتائج الكارثية على البشرية. وهذا ما يستدعي من الامّة الإسلامية أن تستفيق.
إنَّ شخص نبيّنا الكريم (ص) يمثل بالذات نقطة أساسية و محورية لاتحاد جميع الفصائل الإسلامية. فالقلوب كلّها زاخرة بمحبّة النبي. وأبناء الامة الإسلامية كلّهم بحبّون ويذوبون في محبّة هذا العبد الذي اصطفاه الله وهذا الإنسان السامي على مدى التاريخ. فليتخذوا منه رمزاً للوحدة ومحوراً لاتحاد الأمّة الإسلامية.
~الإمام الخامنئي ١١/٠٨/٢٠٠٧